-
الثلاثاء، حزيران ٠٢، ٢٠٠٩
وثيقة السلطان عبدالحميد لشيخه/ فيما يتعلق بتنحيته بعد رفضه بيع فلسطين لليهود
بعد المقدمة الضافية وحمد الله والثناء عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وتقبيل يدي شيخه ..راجياً دعواته الصالحة قال السلطان عبد الحميد رحمه الله:
أعرض لرشادتكم وإلى أمثال أصحاب السماحة والعقول السليمة المسألة المهمة الآتية، أمانة في ذمة التاريخ .. إنني لم أتخل عن الخلافة الإسلامية لسبب ما ، سوى أنني ـ بسبب المضايقة من رؤساء الاتحاد المعروفة باسم " جون تورك " وتهديدهم ـ اضطررت وأُجبرت على ترك الخلافة . إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا علي َّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة " فلسطين " ، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف ، وأخيراً بتقديم ( 150) مائة وخمسين مليون ليرة إنجليزية ذهباً ، فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً ، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي : " إنكم لو دفعتم ملء الأرض ذهبا - فضلا عن ( 150) مائة وخمسين مليون ليرة ذهباً ـ فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي ، لقد خدمت الملة الإسلامية، والأمة المحمدية ، ما يزيد على ثلاثين سنة ، فلم أُسوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء والعثمانيين ، لهذا لن أقبل تكليفكم بوجه قطعي أيضا" .
وبعد جوابي القطعي ، اتفقوا على خلعي ، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى " سلانيك " فقبلت بهذا التكليف الأخير ، هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية ، والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة " فلسطين " ، وقد كان بعد ذلك ما كان ، ولذا أكرر الحمد والثناء على الله المتعال وأعتقد أن ما عرضته كافٍ في هذا الموضوع المهم وبه أختم رسالتي هذه .
أقّبل يديكم المباركتين وأرجو أن تتفضلوا بقبول احترامي .
سلامي إلى جميع الإخوان والأصدقاء يا أستاذي العظيم . لقد أطلت ـ ولكم التحية ـ ولكن دفعني لهذه الإطالة أن يحيط علم سماحتكم ، وتحيط جماعتكم علماً بذلك أيضاً . والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد المجيد
29 رمضان 1329هـ 22(أيلول ) سبتمبر 1911م
المصدر : http://www.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=13888